تاريخ إكرامأثار كلب الماستيف الإيطالي الصغير، موجة من الاهتمام والتضامن في إيبيزا وخارجها. وصل الجرو بالقارب من الجزائرأُنقذت إكرام، برفقة مالكها وآخرين، قبالة سواحل فورمينتيرا بعد رحلة بحرية طويلة ومعقدة. وسرعان ما أصبح مصير إكرام بين أيدي السلطات المحلية ورعاتها، الذين كان عليهم اتخاذ قرار بشأن كيفية التصرف في ضوء صحة الحيوان ووضعه القانوني.
عند وصولها، تم فصل إكرام عن صاحبها. ونُقلت إلى منشأة بيطرية، حيث خضعت لبروتوكول صحي صارم. وكان السبب الرئيسي للقلق هو أن لم يكن الكلب ملقحًا ضد داء الكلبنظراً لاعتبار الجزائر منطقةً معرضةً لخطر داء الكلب. أدى ذلك إلى أن يكون الخياران القانونيان الأوليان هما إعادة إكرام إلى الجزائر، أو في حال تعذر ذلك، القتل الرحيم الوقائي، مما أثار جدلاً واسعاً وحشداً اجتماعياً دفاعاً عن الحيوان.
البروتوكول الصحي والحجر الصحي الالزامي
باللوائح، الحيوانات القادمة من خارج الاتحاد الأوروبي يجب عليهم الخضوع للحجر الصحي، خاصةً إذا كانوا قادمين من دول تُعتبر عالية الخطورة لأمراض مثل داء الكلب. في حالة إكرام، لم يبلغ بعد ثلاثة أشهر من العمرلم يكن تطعيمها إلزاميًا، إذ يُعطى أيضًا في إسبانيا ابتداءً من ذلك العمر. عند إنقاذها، كانت إكرام قد حدّثت سجل تطعيماتها للجرعتين الأوليين، لكنها لم تُحدّث سجل لقاح داء الكلب نظرًا لصغر سنها.
El قاعة بلدية إيبيزا وفريق الطب البيطري في سا كوما تولوا مسؤولية حفظه وإجراء الفحوصات اللازمة ومراقبته في مكان مناسب لتجنب أي مخاطر صحية. ورغم أن الفحوصات الأولية كانت سلبية للأمراض المعدية، إلا أن طبيعة داء الكلب تتطلب مراقبة مطولة قد تصل إلى ستة أشهر، وخاصة في الحالات ذات المنشأ المعقد.
في نهاية المطاف، نقلت وزارة الزراعة وسلطات الصحة مسؤولية إكرام إلى مجلس مدينة إيبيزا، وفقًا لقانون حماية ورعاية الحيوان. وبالتالي، استُبعد ذبح الحيوان وإعادته إلى موطنه، مع إعطاء الأولوية لـ رفاهيتهم وإمكانية اندماجهم في مجتمع الجزيرة.
التبني والتضامن الاجتماعي
برزت إمكانية تبني إكرام بسرعة اهتمام ملحوظ بين الجمعيات والمتطوعين والعائلاتداخل الجزيرة وخارجها. رنّت هواتف مركز سا كوما ومبنى البلدية بشكل متكرر، مع استعداد العديد من الأشخاص لتوفير منزل جديد لهم بعد انتهاء الحجر الصحي. ومن منظمات رعاية الحيوان إلى المواطنين، وصف القائمون على المركز البلدي هذا الدعم بأنه "تاريخي".
مستشار رعاية الحيوان مانويل خيمينيزأكد باستمرار على أهمية ضمان الصحة العامة دون إهمال حماية الحيوانات المعرضة للخطر. كما استغل تسليط الإعلام الضوء على إكرام لتذكير الجميع بأن هناك العديد من الكلاب والقطط الأخرى تنتظر فرصة ثانية في المركز نفسه، وأن التعاطف الذي أحدثه يجب أن يمتد ليشملهم جميعًا.
الوضع البيطري والتبني المستقبلي
حاليا، إكرام تحت المراقبة البيطرية وتتلقى الرعاية اللازمة خلال فترة عزلها. بعد انتهاء فترة الحجر الصحي وتلقيها التطعيم الإلزامي ضد داء الكلب، من المقرر تعقيمها وإجراء عملية جراحية لها لعلاج مشكلة بسيطة في العين تُعرف باسم "عين الكرز"، وهي حالة شائعة وسهلة العلاج لدى الكلاب الصغيرة.
بمجرد أن يعتبر المتخصصون في مجال الصحة ذلك هو خارج نطاق الخطر تماماستبدأ إجراءات التبني الرسمية لإيجاد عائلة تعيش في الجزيرة. أولوية مجلس المدينة هي أن يتكيف إكرام مع بيئته الجديدة بأسرع وقت ممكن، وأن ينعم بحياة هادئة وآمنة، بعيدًا عن المخاطر والتحديات التي واجهها حتى الآن.
أبرزت هذه القضية ضرورة وضع بروتوكولات واضحة لوصول الحيوانات من دول أخرى في ظروف استثنائية. علاوة على ذلك، ساهمت التغطية الإعلامية في تسليط الضوء على واقع العديد من الحيوانات الأخرى، مثل إكرام، التي تنتظر ملجأً دائمًا في الملاجئ.
أثارت هذه القضية جدلاً حول كيفية التعامل مع حوادث مماثلة مستقبلاً، إذ قد يتكرر وصول الحيوانات بالقوارب بسبب مسارات الهجرة النشطة. ويصرّ مجلس المدينة على ضرورة دراسة كل حالة على حدة لضمان الصحة العامة ورفاهية الحيوان.
تعكس قصة إكرام التحديات والتعاطف والتعاون بين الحكومة والمجتمع لمنح الحيوانات التي تواجه ظروفًا صعبة فرصةً ثانية. بعد رحلة طويلة ومحفوفة بالمخاطر، تشير كل الدلائل إلى أنها ستتمكن قريبًا من ترك ماضيها وراءها وبدء حياة جديدة في منزل آمن، محاطًا بالحب.