إساءة معاملة الحيوانات تصدرت قضايا إهمال الحيوانات والتخلي عنها والاعتداء عليها عناوين الصحف في أنحاء مختلفة من إسبانيا خلال الأشهر الأخيرة. وقد دفعت حالات الإهمال والتخلي عنها والاعتداء عليها المواطنين والمؤسسات إلى اتخاذ إجراءات، وأعادت إحياء النقاش حول الامتثال للوائح التي تحمي رعاية الحيوان وتطبيقها. فيما يلي استعراض لبعض أهم الحوادث قيد التحقيق، مع العقوبات المقترحة والمبادرات القانونية الجارية.
انكشفت العديد من هذه الحوادث بفضل بلاغات المواطنين، وجهود ملاجئ الحيوانات، والانتشار السريع على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أجبر السلطات على التدخل. من المزارع الضخمة التي تضم عشرات الحيوانات في ظروف محفوفة بالمخاطر، إلى حالات فردية من التخلي عنها وإساءة معاملتها، يُبدي المجتمع الإسباني قلقًا متزايدًا إزاء هذه الحوادث.
التحقيق في مزرعة دواجن كبيرة في مايوركا بسبب عدم الصحة ومعاناة الحيوانات
ومن أشهر الحالات حالة مزرعة كبيرة في لوكماجور (مايوركا)، قيد التحقيق القضائي حاليًا. بدأ التحقيق إثر شكوى قدمتها عدة منظمات لحماية الحيوان، والتي عرضت صورًا صادمة لظروف تربية الدجاج. نقص النظافة، والتعايش مع الفئران والجثث في حالات مختلفة من التحلل، والمخاطر الصحية الخطيرة على الحيوانات والأشخاص الذين يتعاملون مع المنتجات.
El سيبرونا من الحرس المدني كان مطلوبًا توضيح الحقائق، بينما حذّر فنيو الطب البيطري من خطر الأمراض الحيوانية المنشأ - من بينها السالمونيلا، وداء البريميات، وداء العطيفة - ومن وجود ثغرات خطيرة في النظافة، والأمن الحيوي، والرقابة البيطرية. اقترحت وزارة الزراعة غرامة تصل إلى يورو 420.000 وأمرت بإغلاق منشأة تؤوي أكثر من 20.000 ألف طائر لمنع انتشار المرض وضمان سلامة المستهلكين والعاملين. كما تُثير هذه القضية تساؤلات حول موثوقية بعض أختام رعاية الحيوان.
الهجر والإهمال في لالكورة: أكثر من 40 كلبًا متضررًا
في بلدة لالكورة (كاستيلون)وقد فتح المجلس ملف تأديبي بعد اكتشاف حالة إهمال مُقلقة لأكثر من 40 كلبًا. بدأ التحقيق عندما عُثر على صندوق جراء مهجورة بالقرب من المقبرة. كشفت عمليات التفتيش عن أماكن غير صحية، ونقص في الغذاء والماء، وحيوانات تعاني من سوء التغذية، ومُصابة بالطفيليات، وإصابات متفاوتة الخطورة.
وأخيرا تدخلوا 28 جروًا و10 إناث بالغاتعلى الرغم من أن ثمانية من صغارها لم ينجُوا من الظروف القاسية. من بين الحيوانات التي تم إنقاذها، احتاج أحدها إلى جراحة عاجلة لكسر في الفك، بينما عانت حيوانات أخرى من التهابات وإصابات خطيرة. يتضمن الملف أيضًا عدم وجود شريحة تعريف والتعقيم، مما يُخالف الأنظمة السارية ويُساهم في دوامة الهجر والمعاناة. ونظرًا لخطورة الأحداث، يقترح مجلس المدينة غرامةً تزيد عن يورو 51.000 إلى الشخص المسؤول، بهدف ضمان مستقبل الحيوانات التي يتم إنقاذها ومنع العبء من الوقوع على الملاجئ أو الجمهور.
التحقيقات والشكاوى الجنائية في مناطق أخرى
En لاس بالماس دي جران كنارياكان مثابرة أحد الجيران مفتاحًا لإنقاذ كلبين تُركا لسنوات في أرضٍ خالية. بعد اتصالاتٍ عديدة مع الشرطة وتعاونٍ من ملجأ، نجح المشتكي في إطلاق سراح الحيوانات أخيرًا بعد أن أظهروا سوء التغذية وقلة الرعاية. وُجّهت انتقاداتٌ للسلطات لمعالجتها الأولية للقضية وبطء استجابتها رغم التحذيرات المتكررة.
من ناحية أخرى ، في شجرة الكستناء (كانتابريا)انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر رجلاً يعتدي جسديًا على كلب. وقد فتحت وحدة سيبرونا التابعة للحرس المدني تحقيقًا في الأمر بعد تلقي شكوى عامة، واستجابة سريعة من مجلس المدينة المحلي، مما يؤكد سلامة الحيوان في ملجأ للحيوانات. يساهم هذا النوع من المحتوى الفيروسي في رفع مستوى الوعي المجتمعي، ويضغط على السلطات للتحرك بسرعة.
En سالامانكا، يتم محاكمة رجل في قضية التخلي عن الرعاية البيطرية ونقصها الذي أوصل كلبه إلى حالة جفاف ومرض وأورام خطيرة، مما استدعى القتل الرحيم لأسباب إنسانية. ويطالب الادعاء بسجن المتهم ومنعه من امتلاك أو ممارسة أي أنشطة متعلقة بالحيوانات.
الشكاوى الأخرى والاستجابات المؤسسية
ال شكاوى بشأن إساءة معاملة الحيوانات لم تقتصر هذه الحوادث على الأفراد فحسب. ففي بالما، أعلن حزب "التقدم في الأخضر" (Progreso en Verde) المدافع عن حقوق الحيوان عن اتخاذ إجراءات قانونية ضد مجلس المدينة والمسؤولين عن عربات الخيول لعدم تعليق أنشطتها رغم التحذير من ارتفاع درجات الحرارة، مما يعرض صحة الحيوانات للخطر وينتهك لوائح الحماية والرعاية. وتُثير هذه الحالات، التي تُنتقد فيها الإدارة العامة لتقصيرها في تطبيق البروتوكولات، جدلاً حول ضرورة تعزيز الإطار القانوني والعقابي لمنع وقوع حالات مماثلة.
تعكس هذه الحالات أهمية مراقبة المواطنين بفضل الضغط الاجتماعي وجهود السلطات، تم إنقاذ العديد من الحيوانات من ظروف معاناتها الشديدة، وبرزت الحاجة المُلِحّة إلى سنّ قوانين وإجراءات فعّالة لضمان حمايتها. لا يزال الطريق طويلاً لمنع وملاحقة إساءة معاملة الحيوانات، لكن كل شكوى وعقوبة تُمثّل خطوةً في الاتجاه الصحيح نحو احترام أكبر للحيوانات في المجتمع.